رام الله – الاقتصادي - نوال حسين علي إبراهيم،51 عاماً، تسكن قرية دير أبو ضعيف ، محافظة جنين، أم لعشرة أبناء ، تعمل كمزارعة في قريتها كباقي أغلب سكان القرى في المحافظات الشمالية من الوطن، وتعمل في مجال الخرز والصوف وصناعة الملابس اليدوية، كما أنها عضو إداري في مؤسسة نسوية في قريتها بالإضافة إلى أنها تدرب السيدات على الخرز وتحسين الإنتاج.
بدأت مشروعها قبل ان تأخذ قرضها الأول من الجمعية الفلسطينية لصاحبات الأعمال " أصالة" منذ بداية التسعينات حيث أنها تعمل بزراعة الأرض الصغيرة التي تملكها و كان لديها بيتاً بلاستيكياً تزرع فيه و كان الوضع من جيد الى جيد جدا قبل الحصول على القرض ولكن بسبب الظروف الجوية السيئة التي عملت على اتلاف جزء كبير من البيت البلاستيكي في الأونة الأخيرة من الأعوام الماضية، إضافة إلى مرض أصاب جذور شتلات البندورة مما أدى الى تضعضع الظروف و ميلها الى السوء.
تعرفت نوال على الجمعية الفلسطينية لصاحبات الاعمال " أصالة" عن طريق ورشة عمل في دير أبو ضعيف، و بدأت مشروعها بعد أن توجهت إلى مكتب أصالة و أخذت قرض بقيمة 3000 $ في شهر شباط عام 2012 وبدأت في تحسين مشروعها.
" مكنني القرض من نقل البيت البلاستيكي الى أرض جديدة خالية من الامراض و تجديد الحديد و البلاستيك للبيت و تحسين نوعية الشتلات مما أدى الى تحسين الانتاج بشكل ملحوظ، حيث تعمل ايضاً على تسويق منتجاتها عن طريق سوق الخضار في جنين و لتجار من نفس منطقة سكناها"، تكمل نوال قائلة " لقد واجهت صعوبات اقتصادية و اجتماعية و سياسية حيث ان ابنائي اعترضوا على قيامي بالعمل و ارهاق نفسي و ايضاً نظرة المجتمع المحلي لي كمزارعة و لكن ارادتي القوية تغلبت على كل معارضة و قمت بتشجيع نفسي بنفسي و عندما نجح مشروعي حصلت على تشجيع عائلتي".
قالت نوال ونظرت الفرح تخرج من عيناها لقد إستطعت أن أعلم أبنائي كلهم في المدارس والجامعات واستطعت أن أزوج أكبرهم وأرى أحفاده وأعقد قران ثانيهم وأحفاد أختاً لهم وأقوم الأن بمواصلة تعليمهم بالجامعات ولن أقف إلى هنا بل سأعتني بالأحفاد وكل أفراد العائلة، تقول نوال أيضاً لأن السيدة يجب أن تعمل شجعت إبنتي الصغرى كي تأخذ قرضاً من أصالة لفتح مشروعاً خاصاً بها وهو بيتٌ بلاستيكي ثالث، حيث صار التجار يأتون إلى معقل مشروعنا.
عند أخر زيارة لطاقم "أصالة" لمشروع نوال قالت نوال انها حصلت على 3 جوائز كأفضل مزارعة من وزارة الزراعة والعديد من المؤسسات" فأفتخر بنفسي و بالنجاح الذي حققته على مدى الأعوام الطويلة التي مرت بل و أفكر بعمل بيت بلاستيكي اخر لزراعة نوع اخر من الخضار و أنني أوجه رسالة الى النساء للبدء بمشروعهن الخاص بغض النظر عن نظرة المحيطين و ان يتحدين انفسهن للوصول الى النجاح و تخطي العقبات ليصبحن من صاحبات الأعمال".
نود نحن كأصالة التنويه الى أننا نرى في وجه نوال عزيمة وإصرار وطموح بنت لا تزيد عن 21 عاماً وهي من السيدات اللواتي يشجعن جميع النساء على بدء مشاريعهن الخاصة وبدأت بتشجيع إبنتها وأخذت لها قرضاً وصارت صاحبة مشروع.