رام الله –الاقتصادي- محمد علوان- ذكريات حملها مجموعة من رجال الأعمال الفلسطينيين وقادة القطاع الخاص الفلسطيني، وممثلين عن المجتمع الداعم للمشاريع الناشئة.، خبرة عملية، صراع مع الأوضاع السياسية والاقتصادية السيئة، نتائج مذهلة حققوها، وأتوا ليضعوا خبراتهم الناتجة عن سنين طوال من العمل بين يدي أصحاب شركات ناشئة جديدة، وما سيحظى به هؤلاء "المستثمرين" الشبان فرصة أقل خطورة من تلك التي خاضها رجال الأعمال الذين حضروا، فهذا النموذج من الاستثمار قام كل واحد من هؤلاء المستثمرين بتجربته بشكل شخصي قبل اعوام طويلة.
"بدأت ابتكار لحل مشكلة الشركات الناشئة التي لم يتوفر لها دعم، تعرفنا على هذه المشاكل وقررنا انتاج صندوق ابتكار (1)، ونحن ماضون فيه على آمل أن ينجح وأن نتمكن من إطلاق ابتكار (2) قريبا، الاول لم يكن سهلا ولكننا نجنا في اطلاقه بعد سنوات طويلة من العمل"، يقول مدير عام الصندوق حبيب حران.
ويعد هذا الصندوق الاول من نوعه في الشرق الاوسط، وهو قائم على فكرة الاستغناء عن أي دعم او تمويل أجنبي، فكل أموال هذا الصندوق عبارة عن مساهمات استثمارية من رجال أعمال فلسطينيين، والاستثمار يكون في شبان أصحاب أفكار إبداعية يعرضون افكارهم على الصندوق، ويتم اختيار هذه الأفكار بعناية شديدة على ان تكون لها افق واضح.
اختيار الشركات الناشئة
ويتم الإعلان في مثل هذا الصندوق عن فتح باب التقديم لمن يري في فكرته إبداعا ومستقبلا لمشروع ناجح، فتُدرس الفكرة بشكل مهني من عدة أطراف من الممولين، وإذا اجتاز المتقدم هذه المرحلة يحصل على دعم صغير ليبدأ المرحلة الأولى من الانتاج وتكون ضمن مدة زمنية محددة، فإن أظهر القائم على هذا المشروع نجاحا يُقدم له تمويلا آخر بقيمة قد تصل إلى خمسة أضعاف الدعم الأول، ويبدأ عرض هذه الفكرة على المستثمرين لوضع اموالهم كاستثمار في هذه الأفكار.
وقد تم الإعلان في حفل الانطلاق عن 8 شركات ناشئة تنوع نشاطها الاستثماري، ومنهم من اجتاز مرحلة الأربعة شهور الأولى ونجح في المرحلة الثانية، ومنهم من اجتاز المرحلة الاولى وأثبت نجاحا في تلك المرحلة ويستعد للانطلاق للمرحلة الثانية، وتهدف معظم هذه الافكار إلى النشاط الاستثماري العالمي والمحلي، بدلا من الانحصار في السوق الفلسطيني الخاضع للعديد من المعيقات الاقتصادية بسبب الاحتلال، وتمكن المستثمرين من بناء شركاتهم على صفحات الشبكة العنكبوتية لاجتياز كل معيقات الاحتلال.
وتتميز هذه الشركات بوجود سياسة تمنح العاملين في الشركات نسبة من الأرباح بعد فترات زمنية محددة.
شركات ناشئة واعدة
واختلف اعداد العالمين في هذه الشركات الثمانية، إلا ان الآمال التي وُضعت ضمن خطط استراتيجية يساهم المستثمرين في دعمها لوجيستيا لهؤلاء الشبان كانت كبيرة، " نحن بدانا مشروع لبيع القصص الصحفية على الشبكة العنكبويتة، الفكرة اتت بعد ان تردى اوضاع العاملين في قطاع الإعلام بشكل كبير بسبب التطور التكنولوجي الذي ساهم في الاستغناء عن عدد كبير من الطواقم على الأرض"، يقول نضال أبو دياب مؤسس شركة وايرز للانتاج الإعلامي.
"ويضيف ابو دياب:" سنساهم من خلال فتح شركتنا الصغيرة على الانترنت ان وظف أكبر عدد ممكن من الصحفيين حول العالم الذين يملكون افكارا إعلامية ولا يملكون القدرة على تسويقها، وسنعمل على تغطية أكبر عدد من الاحداث حول العالم بهذه الطريقة، اجتزنا المرحلة الاولى من الاستثمار بنجاح وسنبدأ المرحلة الثانية أول حزيران ضمن خطط استراتيجية نأمل ان نحقق من خلال تنفيذها استثمارا في الشباب الفلسطيني المبدع".
كما تميزت العديد من الشركات الاخرى بالاستثمار في افكار وإن بدت اعتيادية إلا انها ترتكز على بيع منتجها بطريقة إبداعية، " نحن بدانا فكرة العلاج النفسي عبر الانترنت، بعد ان لاحظنا الحرج الكبير الذي يصيب الفلسطيني والعربي الذي يرغب في الحصول على جلسة علاج نفسي، فتمكنا من توفير اخصائيين مهنيين من الشرق الاوسط، وضمنا السرية التامة للمريض، وبالمقابل يدفع ثمنا لهذه الجلسة عبر الانترنت أيضا بالوقت الذي يناسبه"، يقول مؤسس منصة فضفض للعلاج النفسي عبر الانترنت.
وتميز صندوق الاستثمار (ابتكار) بأن نسبة الدعم الفلسطيني يصل إلى 80 % من قيمة الصندوق، ويرى المستثمرون في مثل هذه الطريقة من الدعم فرصة للتخلص من املاءات الداعم على المستثمر الفلسطيني.