لم تكترث الشابة الفلسطينية ندى أبو مدين للأصوات التي شككت بأن كتابها سيفشل، وأنّ المجتمع الفلسطيني لا يقرأ. أرادت ندى تحدي الجميع، وبدأت برفقة صديقتها ولاء الإفرنجي خط سطور كتاب "مزاج مُرسَل" الذي بيعت كل نُسخه فور نشره في الأسواق الغزية.
تجربة الفتاتين كانت ملهمة لكثير من الحالات المشابهة، والتي وقفت العقبات حائلاً بينها وبين تحقيق أحلامها، إلى أن وجِد فريق "فضاء غزة" الذي يحرك الطاقات السلبية، ويحوّل التحديات إلى طاقة إيجابية، يمكنها أن تحقق الكثير من الأحلام والطموحات.
وتقول أبو مدين خلال مشاركتها في مؤتمر فضاء غزة الذي قدم مجموعة من قصص ونماذج نجاح لشباب وفتيات فلسطينيين: "في البداية واجهنا شحنات سلبية، لكننا استطعنا تخطيها من أجل الوصول إلى الهدف الذي وضعناه، وهو نشر النصوص الأدبية والمقالات التي توضح وجهة نظرنا في ما يدور حولنا".
وتشير ندى إلى أنه خلال شهرين نفدت 500 نسخة من كتابها، وهذا ما أكد قناعتها بضرورة مواجهة العقبات، داعية جميع المبادرين إلى التغلب على الأصوات "النشاز"، وعلى الفشل أيضاً، موضحة كذلك أنّ "الفشل هو من يصنعك، فكيف تخاف من شيء يصنعك".
إلى جوار أبو مدين، وقفت الريادية هديل الصفدي (25 عاماً)، والتي قالت لـ"العربي الجديد": بدأت في العمل بريادة الأعمال ضمن مشروع تجاري اسمه "New tune"، ضمن مشروع مبادرون الذي يدعم تكنولوجيا المعلومات، وكان مشروعي هو الأفضل من بين 6 مشاريع أخرى.
وتضيف هديل "أردت تطوير عملي، فدخلت على بيئة احتضان المشاريع، ولم أتوقف عند هذا الحد، ففي عام 2012 اتخذت قراراً جريئاً، وهو التخلي عن الحاضنة واستئجار مكان خاص بمشروعي، ونجحت في ذلك، عندما استطعت إدارته وتغطية تكاليفه".
ولم يقف طموح الصفدي عند هذا الحد، ففي العام 2013 خرجت من النطاق المحلي، إلى النطاق الدولي، وكونت الكثير من العلاقات، لكنها توقفت عن العمل خلال الحرب على قطاع غزة، سوى من بعض الأنشطة الخفيفة، وفي عام 2015 أصبحت شريكة في شركة (DaVinci Box)، وسفيرة فلسطين في منظمة النساء القياديات في جامعة نيويورك في أبو ظبي".
ويُعرِف مدير العلاقات العامة في فريق فضاء غزة محمد النخالة عن فريقه بالقول "فريقنا الشبابي ينشط في مشاريع ريادية ومجالات تطوعية مختلفة، تقوم فكرته على جانب إظهار قصص نجاح لأفكار الشباب المبدعين الفلسطينيين كأفراد مستقلين وشركات ريادية، عبر إيصال أفكارهم للعالم، وتشجيعهم على التقدم في مجالهم، ومساندتهم في تطوير مشاريعهم".
ويقول النخالة ، إنّ قطاع غزة المحاصر منذ 10 أعوام أصبح مليئاً بالمعيقات والعقبات، نتيجة زيادة نسب البطالة والحصار الفكري والاقتصادي والسياسي، ما أثر سلباً على الشباب الغزّي، لكننا أردنا تحويل هذه الطاقة السلبية إلى طاقة إنتاجية، حتى يصبحوا جزءاً من منظومة الريادة والإبداع الإنساني القومي والعالمي.
ويبينّ أنه سيتم تنظيم المؤتمر بشكل دوري، من أجل عرض قصص نجاح الأفكار الريادية والإبداعية التي قام بها الشباب، مضيفاً: "نملك الكثير من الطاقات، التي تحتويها الحملة، حتى نخبر من لم يصلهم الضوء، كيف ينيرون أحلامهم ويتفوقوا".
نقلا عن العربي الجديد