تشهد التجارة الإلكترونية في فلسطين نمواً ملحوظاً بحسب وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وذلك بفعل الانفتاح الإلكتروني على الأسواق العالمية، والتطور التكنولوجي المتسارع.
وتعرف منظمة التجارة العالمية "التجارة الإلكترونية" بأنها (مجموعة متكاملة من عمليات عقد الصفقات وتأسيس الروابط التجارية، وتوزيع وتسويق وبيع المنتجات بوسائل إلكترونية).
وفي الوقت الذي أثبتت فيه هذه التجارة نجاحها عالميا بفعل التقدم التكنولوجي وخدمات البنوك المتعلقة بإصدار بطاقة "الفيزا"، وانفتاح الأسواق وترابطها وسهولة التعرف على المنتج، والتواصل المباشر مع الشركة المنتجة، وتدفق المعلومات، وإجراء المقارنات المتعلقة بالجودة والأسعار، وتخفيض تكاليف الاتصالات، لا يمكن الحديث عن ثقافة للتجارة الإلكترونية في فلسطين، رغم النمو الملحوظ، لا سيما بعد لجوء عدد كبير من المواطنين لاستخدام بطاقة الدفع المسبق للشراء من مواقع إلكترونية عالمية، وإحضارها إلى فلسطين عبر البريد.
غير أن هذا النمو لا ينسجم مع قدرة البريد الفلسطيني، الذي شهد مؤخرا زيادة كبيرة في حجم البريد الوارد، الأمر الذي نتج عنه تراكم الطرود في المخازن التابعة للبريد في القدس، وعدم التمكن من إحضارها بشكل دوري.
ويقول وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات علام موسى: "إن البريد استعان مؤخرا بشاحنات كبيرة لتؤدي الغرض بعد تراكم كميات البريد الواردة في المخازن في القدس، إذ يتطلب جلب كميات كبيرة من الموظفين العمل لساعات متأخرة بعد انتهاء الدوام الرسمي، وذلك لإنجاز عملية الفرز والتسليم في اسرع وقت"، مؤكدا أن الوزارة تسعى إلى تطوير أداء البريد ليتناسب مع احتياجات المواطنين المتصاعدة لأغراض التجارة الإلكترونية المتزايدة، وذلك عبر أتمتة أعمال البريد وإعداد البنى التحتية اللازمة خلال العام الحالي.
بدوره، يؤكد القائم بأعمال مدير عام البريد الفلسطيني فتحي شباك، وجود زيادة كبيرة في حجم البريد الوارد منذ منتصف العام 2015، عازيا ذلك إلى اتساع استخدام البطاقات الائتمانية التي توفرها البنوك العاملة في فلسطين لتسهيل عملية الشراء إلكترونيا، وتوسيع نطاق شريحة مستخدميها.
ويوضح شباك أن البريد الفلسطيني لديه 80 مكتبا في الضفة الغربية، و27 مكتبا في قطاع غزة، مؤكدا التواصل والتعاون بين كافة المكاتب، حيث يتم إيصال الطرود وتسليمها من خلال شركة النقل والتوزيع التي يتعامل معها البريد الفلسطيني.
ويقول شباك: إن البريد لم يكن جاهزا لاستيعاب هذه الزيادة السريعة في حجم البريد الوارد، والتي طرأت بفعل العوامل التي تم ذكرها، وان الطاقة الاستيعابية لم تكن معدة لاستيعاب هذه الكميات، إضافة إلى قلة الإمكانيات، مشيرا إلى وجود مركبة نقل وتوزيع واحدة لحوالي نصف طن يوميا من الطرود، وهو أمر مرهق.
وكشف عن أن البريد استقبل خلال شهر شباط الجاري حوالي 20 طنا من البريد الوارد، ما فاقم من الضغوط على البريد لإيصال الطرود في وقتها المحدد، وأدى إلى تراكم الكثير منها في مكتب البريد في رام الله، حيث تمر عملية الفرز والفحص بمراحل كثيرة.
وتابع: البريد اتخذ عدة إجراءات من شأنها تسريع عملية الفرز والفحص، حيث تمت زيادة عدد ساعات العمل، والاستعانة بشاحنة نقل إضافية، وشراء عدد من الدراجات النارية، لكن المشكلة تكمن أيضا في نقص عدد الموظفين في البريد، حيث يعمل الكثير منهم بالمياومة، ونقص وسائل التوزيع لتغطية الزيادة الكبيرة في حجم البريد الوارد.
ولفت شباك إلى أن التجارة الإلكترونية ينظر لها بأهمية كبيرة، لا سيما الجانب المتعلق بعوائد عملية التوزيع أو ما يعرف بالنفقات الختامية التي تعود لخزينة الدولة، "ففي الشهر الحالي وصلت عوائد البريد حوالي 90 ألف دولار"، إضافة إلى الميزات التي تتيحها والمتعلقة بتعدد الخيارات والوصول إلى المنتج الذي يريده ويفضله المواطن، والحرية التجارية المتاحة، مثمنا المبادرة التي قامت بها بلدية رام الله والمتعلقة بالتسمية والترقيم "الرمز البريدي"، التي قامت بها بالشراكة مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتسهيل عملية الوصول للمواطنين أصحاب الطرود بسهولة اكبر.
وأشار إلى أن اكثر البريد الوارد إلى فلسطين يأتي من الصين وسنغافورة وتايلاند وماليزيا وهونج كونج.
وأوضح شباك أن البريد الفلسطيني يعمل ضمن النظام العالمي لخدمات البريد، ويحرص على معالجة "الإرساليات البريدية" منذ وصولها حتى تسليمها، ويراعي أوقات الوصول والاستلام والترحيل والفحص وشروط التخزين والمتابعة، وكل ما يصل البريد تتم قراءته عبر "الباركود".
ورأى أن هذه العملية تتطلب وقتا وجهدا تتم بالشراكة أيضا مع الجمارك الفلسطينية، والرقابة الدوائية التابعة لوزارة الصحة، وقسم المطبوعات في وزارة الإعلام بهدف الرقابة وضمان عدم دخول أو تهريب مواد يمنع دخولها إلى فلسطين.
وتابع: على سبيل المثال، هناك أدوية تصل عبر البريد لا تتطابق مع المواصفات العالمية وممنوعة، بالتالي تتم مصادرتها.
ولفت شباك أيضا إلى نمو عكسي في (البريد الصادر) مشيرا إلى أن حركة البريد للخارج آخذة بالنمو والتطور، لا سيما في المطرزات والتحف والمنحوتات من خشب الزيتون.
ولمواكبة هذا التطور أوضح شباك أن البريد ادخل خدمات إضافية، حيث جرى افتتاح عدد من المكاتب في المناطق البعيدة بهدف ضمان وصول الخدمة لمن يحتاجها.
وقال: "البريد لم يكن جاهزا لهذا النمو المتسارع، إلا انه مؤسسة تتطور مع التطور الحاصل تكنولوجيا، ويسعى لتطوير خدماته وتحسين نوعيتها بالتعاون مع اتحاد البريد العالمي، وجاري العمل لوضع خطط وآليات عمل لمجاراة التدفق والزيادة في حجم البريد لضمان عدم تعطيل المواطنين وتوفير الخدمة الفضلى.
نقلا عن وفا