كشف وكيل مساعد وزارة الاقتصاد الوطني في غزة، عماد الباز، لـ "العربي الجديد"، عن تخفيض الاحتلال الإسرائيلي لعدد شاحنات الإسمنت الواردة لقطاع غزة، عبر معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب القطاع، دون إبداء الأسباب الحقيقية وراء ذلك.
وقال الباز إنّ وزارته رصدت خلال اليومين الماضيين تخفيض الاحتلال الإسرائيلي لعدد شاحنات الإسمنت التي تصل ضمن آلية المبعوث الأممي السابق، روبرت سيري، لإعادة إعمار القطاع إلى النصف دون توضيح الأسباب.
وأشار إلى أنّ قيام الاحتلال بتخفيض كميات الإسمنت الواردة للقطاع سيعزز من الحصار المفروض على القطاع منذ عشر سنوات، وسيؤدي إلى زيادة الضغط على المواطنين الغزيين في ظل حاجة الآلاف لمواد البناء.
ورفض الباز، المزاعم الإسرائيلية بشأن بيع الإسمنت المخصص لعملية إعادة إعمار قطاع غزة ضمن آلية عملية إعادة الإعمار، في الأسواق السوداء، معتبراً ذلك محاولة خلق مزيد من الأزمات أمام المواطنين الغزيين.
وطالب المسؤول الحكومي بغزة، الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، بضرورة الضغط على الحكومة الإسرائيلية للسماح بإدخال الإسمنت بشكل أفضل وإلغاء آلية المبعوث الأممي السابق، وتوفير مواد البناء لجميع الفئات دون وضع قيود وشروط.
وأشار الباز إلى أنه ومنذ بدء العمل بخطط سيري، لإعادة الإعمار سمح الاحتلال الإسرائيلي بدخول نحو 400 ألف طن من الإسمنت على الرغم من حاجة القطاع إلى مليوني طن لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال في حربه الأخيرة على غزة 2014.
ودمّرت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع خلال صيف 2014 أكثر من 100 ألف وحدة سكنية ومنشأة تجارية بشكل كلي وجزئي في قطاع غزة، وفرض الاحتلال قيوداً وشروطاً على عملية دخول مواد الإعمار إلى القطاع المحاصر منذ عشر سنوات.
ولم ينجُ أيٌّ من قطاعات الاقتصاد الغزي من دوامة الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالمشاريع الإنشائية وقطاعات المقاولات والصناعة والتجارة، بسبب الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى إغلاق السلطات المصرية لمعبر رفح بشكل شبه دائم.
في الأثناء، أكد مدير معبر كرم أبو سالم من الجهة الفلسطينية، منير الغلبان، لـ"العربي الجديد"، أنّ الاحتلال الإسرائيلي سمح خلال اليومين الماضين بدخول ما لا يزيد عن 60 شاحنة فقط، من أصل 130 شاحنة كان يسمح لها بالوصول إلى القطاع خلال الفترة الماضية.
ولفت الغلبان إلى أنّ الطواقم الفنية العاملة على معبر كرم أبو سالم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية سجلت انخفاضاً ملحوظاً في أعداد شاحنات الإسمنت المسموح لها بالوصول إلى القطاع، دون معرفة أسباب قيام السلطات الإسرائيلية بذلك.
وأشار إلى أنّ قيام الاحتلال بخفض كميات الإسمنت التي تصل لإعادة إعمار المنازل المدمرة في العدوان الإسرائيلي على غزة صيف 2014، يأتي في إطار سياسة تدوير الحصار وخلق الأزمات أمام المواطنين الغزيين.
وكانت سلطات الاحتلال أوقفت وبشكل مفاجئ العمل بنظام الأمم المتحدة، الخاصة بتوزيع الإسمنت على المواطنين غير المتضررين في قطاع غزة، منذ الـثالث من ديسمبر/كانون الأول الماضي.
نقلا عن العربي الجديد