قدمت الولايات المتحدة الأميركية تبرعا بقيمة 47,7 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا)، استجابة لنداء "الأونروا" الطارئ للأزمة الإقليمية في سورية لعام 2016.
وأوضحت "الأونروا"، في بيان لها مساء امس الجمعة، أنه من أصل إجمالي التبرع، سيتم تخصيص مبلغ 37,5 مليون دولار لدعم أنشطة الاستجابة الطارئة للوكالة داخل سورية، حيث يقدر أن هنالك 450,000 لاجئ من فلسطين لا يزالون يعيشون هناك.
وقال البيان "إن أكثر من 60% من لاجئي فلسطين في سورية قد أصبحوا مشردين داخل سورية فيما يقدر أن حوالي 95% منهم يعتمدون على الأونروا في الحصول على المساعدات الإنسانية، وإن هذا العدد يشمل عشرات الآلاف ممن هم محاصرين في مناطق النزاع النشط، الذين يعانون من سبل وصول مقيدة جدا للمساعدات الإنسانية".
وسيتم تخصيص مبلغ 10,2 مليون دولار، حسب البيان، من أجل التدخلات الطارئة للوكالة في لبنان والأردن.
وأضاف أن الغالبية العظمى من لاجئي فلسطين من سورية ممن هم في لبنان والأردن يعيشون وجودا متقلقلا ومهمشا وغير قادرين على تنظيم وضعهم القانوني أو سبل الوصول لإجراءات التسجيل المدني والخدمات الاجتماعية الأساسية، "إنهم يعتمدون وبشكل كبير على الأونروا من أجل تلبية الحد الأدنى من احتياجاتهم الأساسية، بما في ذلك الغذاء والمسكن علاوة على التعليم الأساسي والرعاية الصحية".
وقالت السكرتير المساعد لدائرة السكان واللاجئين والهجرة التابعة لوزارة الخارجية الأميركية آن ريتشارد إن "منظمات الأمم المتحدة التي نقدم التمويل لها والمنظمات المحلية غير الحكومية التي تعمل تلك المنظمات معها من أجل تقديم المساعدات على أرض الواقع تواجه تهديدات من كافة الجوانب".
وأضافت، بحسب الوكالة الرسمية، أن "موظفي الأونروا قد تعرضوا ولا يزالون للكثير من حوادث القتل أكثر من أية وكالة أممية تعمل داخل سورية، وإننا نقدر العمل الهائل الذي يضطلع به موظفو الأونروا يوميا من أجل ضمان أن اللاجئين الفلسطينيين داخل سورية وفي سائر أرجاء المنطقة يحصلون على الغذاء والرعاية الطبية والأساسيات الأخرى".
بدوره، بين المفوض العام للأونروا بيير كرينبول أنه "وفي خضم هذا النزاع اللامنتهي، فإن الوضع الإنساني للاجئي فلسطين في سورية ولأولئك الذين فروا إلى بلدان مجاورة لا يزال مزريا، وفي كل يوم يشهد موظفونا المعاناة الفائقة والاحتياجات الملحة لمجتمع يقف على حافة الانهيار".
وأضاف كرينبول: "إننا لا نزال نشعر بعميق الامتنان للولايات المتحدة التي تواصل دعمها المستمر والسخي بلعب دور كبير في ضمان تلبية احتياجات لاجئي فلسطين الأشد عرضة للمخاطر والذين تضرروا جراء هذه المأساة المدمرة".
وتعد الولايات المتحدة أكبر مانح ثنائي لـ"الأونروا"، ولطالما كانت واحدا من أشد المانحين الذين تعتمد الوكالة عليهم، "إن هذا الالتزام الأخير يرفع إجمالي التبرعات الأميركية لاحتياجات الوكالة لعام 2016 إلى مبلغ 171,1 مليون دولار".
وتسعى "الأونروا" في عام 2016، إلى لحصول على 414 مليون دولار من أجل تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية للاجئي فلسطين المتذضررين جراء النزاع الدائر في سورية، وللإطلاع على مناشدة الوكالة الطارئة لعام 2016 للأزمة الإقليمية في سورية.