مصادر الطاقة البديلة بأنواعها المختلفة تحظى باهتمام عالمي، خصوصا في مجال توليد الكهرباء، في فلسطين يدفع ارتفاع تكاليف الكهرباء المواطنين للتفكير مليا في الحصول على هذه الطاقة واستغلالها، بينما يعيق ذلك تكاليفها الباهظة التي تتعلق بتكاليف الاستيراد العالية.. فهل ستبقى هذه الخدمة بعيدة المنال عن المواطن الفلسطيني؟.
نجح الفلسطينيون إلى حد ما باستغلال الطاقة الشمسية منذ منتصف سبعينات القرن الماضي، لكن اقتصر الأمر على تسخين المياه بواسطة السخان الشمسي الذي اصبح متواجدا في كل بيت فلسطيني، أما توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية فلم يحظ بنصيبه من التقدم لأسباب عدة، رغم أن الاهتمام العالمي به ازداد بعد أزمة البترول في سبعينيات القرن الماضي، وفي بعض الدول وخاصة الصناعية منها حدث تقدم كبير في هذا المجال.
فكرة اقتناء خدمة الطاقة البديلة لم تحظ بتأييد علي موسى من قرية خربثا المصباح، والذي يفضل دفع 100-150 شيقل فاتورة كهرباء شهريا على اقتناء خدمة الطاقة البديلة عالية التكاليف.
بينما يبدي المواطن مراد الاحمد من جنين رغبته في توفر الخدمة في كل بيت، ويرى ان التكلفة العالية لها تقف عائقا امام ذلك، خاصة ان الفائدة تأتي على المدى البعيد.
وتدعو السيدة شاهيناز البرغوثي من مدينة رام الله الجهات المختصة لتذليل العقبات امام توفير هذه الخدمة للمواطنين خاصة وان "تكاليف المعيشة من فواتير وغيرها تؤرق فكرهم ".
التكاليف عالية لأسباب..
استغلال الطاقة الشمسية واستخدامها بدلا من المصادر المزودة للطاقة بات ليس بعيدا عن متناول اليد، وكما لكل مراد عقبات فاستغلال الطاقة الشمسية للتزود بالكهرباء لا يزال مرتبطا بالقدرة المادية، فتكاليف تركيبها عالية، وجني منافعها ليس آني انما يأتي خلال سنين ليست بقريبة.
ويعزو أصحاب الشركات المختصة بتركيب خدمة الطاقة البديلة ارتفاع تكلفتها الى الارتفاع في سعر القطع والمعدات اللازمة لمثل هذه الخدمة من المصدر المصنع حسب مدير قسم الطاقة البديلة في مجموعة الاخوة الهندسية للطاقة البديلة د. محمد سالم، حيث تكون تكاليف الاستيراد والضريبة الجمركية التي ترفع سعرها عدا ارتفاع سعر الدولار بالمقارنه مع العملة المحلية والذي يرفع تكاليف الاستيراد، ما يجعل الاقبال ضعيفا عليها.
ويرى المهندس أيمن اسماعيل مدير عام مركز أبحاث الطاقة الفلسطينية في سلطة الطاقة أن تكلفة الخدمة لا يجب أن تؤدي لصرف نظر المواطن عن امتلاكها، فامتلاك هذه الخدمة سيأتي على المواطن بالفائدة عاجلا ام آجلا.
ويشيد المهندس اسماعيل بالاعفاء الضريبي المقرّ على هذه الخدمة، والذي ساهم في تخفيض اسعارها بالمقارنة مع الدول الاخرى، في الوقت الذي لا فيه خفض أسعار القطع والمعدات المستوردة.
ويرى د. سالم ان تكلفة توفير الطاقة الكهربائية البديلة في فلسطين آخذة بالارتفاع، وليس هناك تفائلا بانخفاضها خاصة ان تكلفة استيرادها باهظة.
الفائدة المرجوة
وحول الفائدة المرجوة يرى اسماعيل ان تكلفة تركيب خدمة الطاقة الكهربائية البديلة ستعود على المواطن بالمنفعة المستقبلية، فعلى سبيل المثال اذا ما اراد احد التزود بخدمة 5 كيلو واط / ساعة سيكلفه ذلك ما يقارب ال 10 الاف شيقل تقريبا، ولكنه خلال خمسة اعوام سيكون قد استرجع رأس المال، وبعد ذلك سيحصل على الكهرباء مجانا.
مخاطر اغلاق..
يقول د. سالم ان شركته مهددة بالاغلاق، حيث ان هناك عزوفا عن اقتناء الطاقة البديلة للكهرباء، فقد اضطرت غالبية الشركات الى ان تتجه نحو العمل بتخصص آخر يكون مساندا لعملها في مجال الطاقة البديلة، كالعمل في تجارة الاجهزة الالكترونية او العمل في الادوات الزراعية وغيرها، اذ ان الاستفادة من مشاريع الطاقة البديلة بات ضئيلا جدا ودون جدوى.
ومن الاسباب الاخرى التي غيبت عمل تلك الشركات، ان مشاريع التزويد بالطاقة البديلة في فلسطين تعتمد اعتمادا كليا على الدول المانحة، اذ اصبحت العطاءات حكرا على جهات معينة تقوم بتنفيذها في بعض المناطق المستهدفة كالتجمعات البدوية ومناطق الارياف كما يوضح د. سالم.
ويدعو المهندس اسماعيل الشركات المختصة وخصوصا شركات توزيع الكهرباء لتشجيع المواطنين على امتلاك خدمة الطاقة الكهربائية البديلة، فقليلة هي الشركات التي تشجع المواطنين على هذه الخدمة.
نقلا عن بوابة اقتصاد فلسطين