نشر التقرير اليوم في صحيفة الجارديان البريطانية بعنوان: Organic almonds sow hope in Palestine
ليست الضفة الغربية المكان الأكثر ملاءمة لزراعة اللوز. وبالنسبة للمبتدئين، فإن هنالك نقصا في الماء والأرض في المنطقة، واللوز فيها عطش بشدة. وقد تم فقدان الكثير من المعرفة التقليدية المرتبطة بإنتاج اللوز في المنطقة. كما أن مساعدة الحكومة ليست كافية.
"كما قد يتصور، في الأرض الفلسطينية المحتلة ليس لدينا مؤسسات حكومية قوية. لذلك ليس هناك بحوث زراعية حقيقية أو موثوقة، أوخدمات إرشاد فعالة "، يقول سامر جرار، مدير مركز كنعان غير الربحية للأبحاث العضوية والإرشاد (CORE)، التي تسعى إلى تعزيز قطاع اللوز في المنطقة.
إن المهمة التي وضعتها شركة كنعان لنفسها، هو العمل على المساهمة في الترويج للمنتجات الزراعية العضوية من الفاكهة والخضراوات والحبوب في فلسطين وفي خارجها.
وسيكون التركيز الأولي على اللوز، الشجرة التي تعود أصولها إلى فلسطين. التنوع المحلي الذي تستخدمه كنعان يتم تقديره على مستوى واسع بسبب حجم اللوز وطعمه ومقاومته للجفاف، مقارنة بالمناطق الأخرى. لقد شهد العالم وعيا متزايدا بالخصائص الغذاية المغذية للوز ما أدى الى ارتفاع حجم الطلب على هذه الفاكهة. والتوقيت جيد جدا، خاصة مع كون المشترين يبحثون عن موردين جدد للوز بعد أن ضرب الجفاف ولاية كاليفورنيا والتي تعد موطنا لحوالي 80٪ من إمدادات العالم اللوز.
وقدعملت كنعان على بناء شبكة من مزارعي اللوز تغطي منطقة جنين وطوباس.
كما أن العمل جنبا إلى جنب مع جمعية التجارة العادلة الفلسطينية، والتي تمثل أكثر من 1700 مزارعا من صغار المزارعين، فإن كنعان قد أسست حتى الآن شبكة من بساتين اللوز تغطي 1000 هكتار في المحافظات الشمالية من طوباس وحتى جنين. وتأمل في مضاعفة هذا في غضون خمس سنوات. ويعكف كادر أولي من 60 مزارعا على أن يصبحوا مزارعين معتمدين للزراعة العضوية. والهدف من ذلك هو لهؤلاء المزارعين المشاركين هو الحصول على شهادة كاملة بحلول عام 2017.
كسب ثقة المزارعين أثبت أنه ليس بالمهمة السهلة. فالجمعية غير معروفة بالنسبة لهم، وهم ايضا قد اعتادوا على الزراعة الكيميائية، بالتالي فقد كانت هنالك شكوك بشأن طريقة الجمعية القائمة على الطرق العضوية. وقد ساعد وعد الجمعية بتقديم سعر مغر ببناء الثقة. ولكن. يدفع الشركة النزيهة كنعان، التي تعتبر الخطوط الجوية السويسرية، بن وجيري والمملكة المتحدة مستحضرات التجميوقد وعدت الشركة بدفع 20-30% أكثر من سعر السوق المحلي للوز كما أنها تلتزم بشراء جميع كميات اللوز الذي أنتجه المزارعون.
دبابير بذور اللوز
لكن كنعان تدين بانفراج العلاقة مع المزارعين إلى سبب أقل وضوحا وهو انتشار الآفات الزراعية، فقد شهدت السنوات الأخيرة تفشي دبابير بذور اللوز، التي تهاجم ثمرة شجرة اللوز. هذه الظاهرة، التي يربطها الباحثون عن كثب مع تغير أنماط المناخ، حيث شهد إنتاج اللوز في فلسطين انخفاضا بنحو 60٪ في عام 2012.
بتمويل من الجمعية البريطانية المسيحية الخيرية، عمل جرار وفريقه من المتخصصين جنبا إلى جنب مع المزارعين لإجراء تشخيص أعمق للإصابة وتحديد الحل المناسب.
"أول تدخلل لنا كان تقليديا باستخدام المبيدات لأننا أردنا أن نعطي حلا فوريا قبل أن نبدأ الحديث مع المزارعين حول العضوية، وإلا لن يستمعوا إلينا، كما يقول جرار(43 عاما) والذي يحمل الدكتوراه في وقاية النبات.
وكانت النتائج فورية، مع معدلات "تقريبا صفر" في العدوى في العام الماضي. منح هذا النجاح لكنعان ثقة المزارعين مستقبلا عندما يتعلق الأمر باقتراح الطويل الأجل، واتباع الحلول غير الكيميائية، وهما: القضاء على يرقات الدبور الذي يتم احتضانه في الثمرة المصابة.
"إذا تمكنت من القضاء على مصدر العدوى، فإنه يمكنك الحد بشكل كبير من المرض"، كما يقول جرار. "ولتحفيز المزارعين، قمنا بشراء الفاكهة المصابة منهم لإظهار أن هذا النهج هو موثوق به وأقل تكلفة من المبيدات".
شرعت كنعان بتطبيق هذه الاستراتيجية البديلة قبل نحو ثلاثة أشهر، وهي على ثقة من أن "كمية هامة" من حشرة الدبور سيتم تخفيضه قبل الموسم المقبل. أما الثمار المصابة فسيتم حرقها أو استخدامها كعلف للحيوانات.
زيادة الغلة
زيادة إنتاج المزارعين هو الهدف الرئيسي لكنعان. في الوقت الحاضر، فإن معدل المحاصيل يقف عند حوالي 400KG للهكتار الواحد (هذا يقارن مع 2،337kg لكل هكتار في ولاية كاليفورنيا). ويعترف جرار أن الانتاج "منخفض جدا" لكنه يأمل أن يتضاعف في السنوات المقبلة، بعد ان يتم استخدام الأساليب العضوية.
وثمة تحد رئيسي بالنسبة للمزارعين، وهو أن اللوز دائما يحتاج للمياه التي يفرض عليها قيود صارمة من قبل الاحتلال الاسرائيلي وفقا لجرار. منع كمية صغيرة من "الري التكميلي" في الصيف، حيث تحفز كنعان إنتاج اللوز بالاعتماد على مياه الأمطار. "زراعة البعلية أفضل على أي حال لأنه يعني أن بذور اللوز تحتوي على نسبة أعلى من القيمة وانه من الاسهل اعتماد هذه الطريقة"، كما يقول جرار.
نقلا عن "الحدث"
وفي الوقت نفسه، لملء الفجوات المعرفية المحلية وبناء الخبرات المحلية، تفاوضت كنعان مع ثلاثة طلاب فلسطينيين ليحصلوا على شهادة الماجستير لمدة عامين في معهد باري للزراعة في إيطاليا. في السنة الثانية، يجري الطلاب مشاريعهم البثية على أساس القضايا التي تواجه المزارعين المشاركين مع كنعان في فلسطين.
يقول جرار: "الهدف النهائي لدينا هو لتقديم الدعم والفرصة لصغار المزارعين والمهمشين الذين يعيشون في الريف دون الوصول إلى السوق أو الخدمات".