اشتكى العامل رأفت الكاس في الأربعينيات من عمره من تدني أجره اليومي الى ما دون الأربعين شيكلاً لقاء عمله في مجال البناء.
وقال الكاس من مدينة غزة انه يعمل يومياً لأكثر من إحدى عشرة ساعة يومياً لحد أدنى مقابل أربعين شيكلاً يومياً.
وأبدى الكاس امتعاضه الشديد لعدم تحسن الأجر اليومي له كعامل رغم زيادة حجم الأعمال وحصول المقاول الذي يعمل معه على أكثر من بناية لبنائها.
وتساءل الكاس وهو معيل لأسرة متوسطة العدد عن سبب استمرار تدني الأجور والذي كان يتوقع أن تزداد بعد دخول كميات متزايدة من مواد البناء وانخفاض أسعارها بالأسواق مقارنة مع الفترة القريبة التي أعقبت العدوان الإسرائيلي الأخير.
ويشاطره الرأي والشكوى العامل معتز ابو نصر الذي فشل في إقناع المقاول بزيادة أجره وتحديد ساعات العمل.
ويرى ابو نصر (35 عاماً) أن العامل اصبح مضطهداً بشكل اكبر خلال الأشهر الأخيرة لعدم منحه الحد الأدنى من الأجر وإجباره على العمل لساعات تفوق قدرته الجسدية.
وأوضح انه يتمنى ان يرى أطفاله في وضح النهار بسبب عودته الى منزله في ساعات مع بعد الغروب.
واتهم المقاولين بامتهان العمال واستغلال حاجتهم الماسة للعمل للامعان في تخفيض أجورهم وزيادة ساعات العمل.
وطالب الجهات المعنية وخصوصاً وزارة العمل بوضع حد لهذا الاستغلال الذي وصل الى حد لا يطاق ويهدد حياة ومصير العمال.
فيما اعترف العامل إبراهيم رزق بأن محدودية الخيارات وعدم وجود بديل آخر أمامه اجبره على الاستمرار في العمل في ورشة للبناء في إحدى البنايات العالية في مدينة غزة، متهماً المقاولين بتحقيق أرباح طائلة على حساب العمال غير المهرة تحديداً.
وقال رزق إنه يضطر الى العمل بشكل يومي وعدم التمرد بعد فشله بالعثور على عمل في أي مكان آخر.
وعبر عن امتعاضه الشديد من معاملة ارباب العمل وقسوتهم في العمل وإجبارهم للعمل لأكثر من عشر ساعات بشكل يومي.
وقال رزق (29 عاماً) انه لن يتمكن من تدبير اموره المالية والزواج اذا ما استمر لاقل من خمسين شيكلاً، مضيفاً انه لا يتمكن من توفير اكثر من 500 شيكل شهرياً.
وأضاف رزق الذي اشار الى جروح غائرة في يديه بسبب العمل انه تفاءل خيراً بعد السماح بدخول كميات اكبر من الإسمنت وتوسع العمل في مجال البناء بان يرفع المقاولون أجور العمال ولكنه تفاجأ ببقائها على ما هي عليه منذ اكثر من عشر سنوات.
ويبدي عضو الأمانة العامة لاتحاد نقابات عمال فلسطين د. سلامة ابو زعيتر تضامنه الكامل مع العمال، داعياً المقاولين والشركات الى الالتزام بقانون العمل سواء فيما يتعلق بالأجور او عدد ساعات العمل.
وانتقد أبو زعيتر غياب الرقابة على الشركات وورشات العمل، ما ادى الى خلق حالة مستفحلة من الاضطهاد بحق الطبقة العاملة وخصوصاً عمال قطاع البناء.
وطالب ابو زعيتر خلال حديث لـ»الأيام» وزارة العمل للتحرك الفوري لوضع حد لهذا الاستغلال ومعاقبة الشركات والمقاولين الذين يستغلون العمال.
وأوضح ان ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل أتاح فرصة للمقاولين للمناورة واستغلال العمال وعدم الالتزام بالقانون، داعياً العمال انفسهم الى طرق كل الأبواب النقابية والقانونية لتحصيل حقوقهم، مبدياً استعداد اتحاد العمال للتعاون ومساعدتهم في هذا الشأن.
نقلا عن الأيام