وراء واجهة مطعم ومسمكة البحَار في مدينة غزة الفلسطينية تأسس مشروع ضروري لاستمرار المطعم. فالصيادون الفلسطينيون يقولون إن الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس يمنعهم من الإبحار أكثر من نحو ثلاثة أو أربعة أميال بعيدا عن ساحل البحر المتوسط.
وفي ظل عدم وجود مصدر يعول عليه للسمك الطازج أنشأ رجل أعمال مزرعة سمكية لتمد مطعمه (البحَار) وسوق السمك المحلي أيضا باحتياجاته. وقال ياسر الحاج صاحب المطعم: "عدم سماح الاحتلال الإسرائيلي للصيادين بدخول البحر وصيد الأسماك التي يحتاجها المواطن في غزة. دفعنا لإعداد دراسة جدوى عن المشروع، وعندما وجدنا المشروع مفيداً، نفذناه".
ومزرعة أو مسمكة البحَار واحدة من مزرعتي أسماك كبيرتين في غزة تستوردان بيض السمك من مفارخ في إسرائيل. وتستغرق عملية وصول وزن بيضة السمك إلى غرام واحد 20 يوماً يتعين بعدها على المزارع السمكية انتظار استتباب الوضع الأمني قبل أن تستورد البيض. ويموت بيض السمك بعد 16 ساعة إذا لم تكن الظروف مناسبة له. وبالتالي فإن أي تأخير يكون مكلفا. وأوضح الحاج أن تكلفة كل عملية نقل للبيض تبلغ ما بين 80 ألف دولار إلى 100 ألف دولار.
ولا تقتصر مشكلات الصيادين في غزة على المساحة المحدودة التي يسمح لهم بالصيد فيها بالبحر لكنهم يواجهون أيضا مشكلة عدم توفر نوعيات معينة من السمك في تلك المساحة التي يعمل بها كثير من الصيادين.
وفي عام 2014 ذكر مهندس الاستزراع في وزارة الزراعة قسم الثروة السمكية وليد ثابت أن كمية سمك الدنيس التي يتم اصطيادها تقدر بنحو 100 كيلوغرام، وهي كمية قليلة مقارنة بما يتم اصطياده من أنواع السمك الأخرى.
وأوضح أحد التجار أنه نظرا لارتفاع تكلفة بيض السمك وأسعار الوقود الذي يستخدم في توليد الكهرباء، فإن سعر الكيلوغرام من سمك الدنيس يباع بأربعين شيقلا إسرائيليا (نحو 10 دولارات) دون أرباح لصاحب المزرعة. لكن المزارع السمكية توفر للسوق في غزة إمدادات جاهزة من السمك الطازج الذي لا يعتمد على الصيد الموسمي.
المصدر/رويترز