التف عدد من عمال ورشة لصناعة الأثاث الخشبي حول موقد للنار، في انتظار وصل التيار الكهربائي
وتسبب انقطاع التيار في تعطل العمل في غالبية الورش الصناعية، فيما ساهم الأحوال الجوية السيئة وسقوط المطر في زيادة عدد ساعات انقطاع التيار.
قال أحمد داوود صاحب الورشة"نمضى غالبية الوقت حول هذا الموقد، لاسيما في حالة اشتد البرد، وننتظر إعادة وصل التيار الكهربائي" مشيراً إلى أن أعمال ورشته متعطلة ولا يقوم بإنجاز ما يُمكنه من الحصول على عوائد مالية.
أضاف "داوود" الذي اشتكى أيضا من عدم رواج صناعته في مثل هذا الموسم من العام (فصل الشتاء) نظراً لأنه يعمل في مجال صناعة أثاث غرف النوم التي يطلبها الأزواج الجدد.
وأوضح، أن لديه بعض الأعمال التي يجب أن ينجزها في وقت قصير، لكن انقطاع التيار الكهربائي لا يمكنه من إنجاز وتسليم طلبات زبائنه.
من جانبه عبر أمجد سحويل صاحب ورشة لصناعة الأثاث والأبواب من النقص الحاد في الأخشاب اللازمة لمثل هذه الصناعات، مشيراً إلى أن الحصول على هذه الأخشاب أصبح أمراً صعباً.
وأضاف أنه اضطر لتسريح بعض العمال نظراً لتضرر صناعة الأثاث بسبب قيام الاحتلال بمنع إدخال بعض الأنواع من الأخشاب.
ويعاني قطاع صناعة الأبواب الخشبية اللازمة في إعمار المنازل، من ضرر كبير أدى إلى ارتفاع كبير في أثمانها، حيث بلغت تكلفة الباب الواحد أكثر من (700 شيقلاً) في حين أنها لم تزد في السابق عن(400 شيقلاً).
وأوضح "سحويل" الذي عبر عن امتعاضه من انقطاع التيار الكهربائي في الورشة التي يمتلكها على طريق صلاح الدين الرئيس، أنه لا يستطيع استخدام بديلاً عن التيار الكهربائي، كتشغيل مولد الأمر الذي سيزيد من تكلفة الصناعات وبالتالي ندرة الحصول على فرص للتشغيل في ورشته.
وتسببت أعمال عرقلة هذا النوع من الصناعات سواء بسبب ندرة المواد الخام أو انقطاع التيار الكهربائي من الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها أصحاب الورش والعاملين فيها، حيث باتوا بالكاد يحصلون على قوت أسرهم اليومي.
أعمال الحدادة
ولا يختلف الوضع المتعلق بأعمال الحدادة كثيراً فالنقص في مستلزمات الصناعات الحديدة ألقى بظلاله على هذا النوع من الصناعات.
قال محمد أحمد صاحب ورشة لتصنيع الأبواب الحديدة والدربزينات، أنه اضطر لتعليق العمل في ورشته الصناعية إلى حين توفر هذه المستلزمات.
أوضح أن النقص في "أسياخ اللحام" وبعض أصناف الحديد و"الصاج"، منعه من قبول عروض لتصنيع الأبواب الحديدة، لافتاً إلى أن تعليق العمل في ورشته تسبب بفقدان مصدر دخله اليومي.
وقال العامل مهند صالح الذي عمل حداداً في ورشة صناعية كبيرة لعدة سنوات، أنه لم يعد لديه فرصة عمل، بعدما أجبره صاحب العمل على خصم ساعات العمل التي ينقطع فيها التيار الكهربائي عن الورشة.
وتسائل، كيف يمكن الاعتماد على التيار الكهربائي الذي ينقطع بشكل متكرر ولا يتم وصله إلى بعد مرور ساعات طويلة، في حين أن وصل التيار في ساعات الليل لا يمكنه من مواصلة العمل نظراً لحالة الضوضاء الذي تحدثها صناعة الحديد.
وأوضح "صالح" أنه اضطر لترك العمل بعدما تأكد أنه لم يعد مجد بالنسبة له، وبدا في البحث عن فرصة عمل أخرى
وتتشابه باقي الصناعات المتوفرة في قطاع غزة مع صناعات الأخشاب والحديد، فالصناعات التحويلية (الخياطة والنسيج) تعاني أيضاً من انقطاع التيار الكهربائي خلال ساعات النهار، إلا أنه قد يتم استعاضة ساعات العمل في الليل.
وتتعرض ورش صيانة المركبات والمحال التجارية لأضرار كبيرة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، رغم محاولات البعض لاستبدال التيار بتشغيل مولدات تعمل على السولار والبنزين.
نقلا عن الايام