في صباح بداية الشهر الجديد، هناك عند موقف الحافلات، أخرجت 7 شواقل كعادتي، وأغلقت المحفظة، لتعود لي "أغورتان اثنتان"، وترتسم علامات المفاجأة على وجهي!
أنا أمسك أغورات من جديد، بعدما طال غيابها في الحافلات ووسائل النقل والمواصلات في القدس.
عودة الأغورات في القدس، وفي الحافلات، أراها ويراها من حولي مصيبة، هي قصة معقدة وحسابات طويلة تؤرق السائق، وتشكك الراكب، وتضيق بها محفظتي.
6.8 التسعيرة الجديدة، هذا ما قاله سائق الحافلة مشيراً إلى قرار وزارة المواصلات الإسرائيلية لتخفيض سعر التذكرة في القدس لجميع الشركات وفي كل الخطوط.
وبعد ساعات دوام طويلة، وفي طريقي عودة إلى المنزل انتظرت الحافلة في موقف باصات القدس الكائن في رام الله، وبعد قدومها أخرجت ثمانية شواقل أيضاً كما جرت العادة، لتعود لي أربعة أغورات، حاولت حسابها، وتمنيت لو أخرجت الأغورتين السابقتين لعلهما تفيدان السائق وتعفيه من الحسابات المعقدة.
وجلست أنتظر أن يسير، وإذ بالسائق غارقٌ في التفكير، 6.6 شواقل أضربهم في 3 كم يكون الناتج!
يا للهول! هذا السائق الستيني لن يوصلني إلى مكان إلا في حال مساعدته قليلاً في حل لغز حساب باقي أوغورات التذاكر ومحصل ضربها وجمعها وقسمتها.
وبعد إحراج شديد شعر به السائق، فسّر المسألة بأنها رياضية صعبة، وبأن الحل طباعة ورقة لكل سائق، فيها تعداد لكل تذكرة وراكب، فمن رام الله إلى قلنديا أو قلنديا إلى الطحان، أو قلنديا ما بعد الطحان، أو طريق جريدة القدس، تركيبة جديدة صعبة، أثارت استياء الركاب والسائقين.
ومع انخفاض سعر التذكرة، بدا الراكبون من حولي حائرين، هل تستحق التسعيرة الجديدة هذا العناء؟ وهل تخفيض سعرها مرتبط بالأغورات؟
وها هو المسؤول عن الباصات، في خطه رام الله القدس، رائد الطويل، يوضح بأن التفسير، يعود إلى ضريبة القيمة المضافة، التي اجتزأتها حكومة الاحتلال ممثلة بوزارة المواصلات، التي اقتطعتها من أسعار التذاكر، وهو ما جعل الأغورات تعود إلى الباصات وفي شاحنات، لتعود للمحفظة المقدسية وزنها الثقيل.
هو صباح الأغورات، الذي يبدأ به يومي، لينتهي به!
عن "الحدث"