تفاقمت أزمة انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة بشكل كبير، خلال الأسابيع الأخيرة، نتيجة تعطل عدد من خطوط الكهرباء الإسرائيلية المغذية لمدن القطاع، المحاصر إسرائيلياً، منذ عشر سنوات، ما أدى إلى إرباك في جدول توزيع التيار الكهربائي وزيادة ساعات انقطاعه عن الفلسطينيين.
وتصل الكهرباء إلى الغزيين يومياً نحو 4 إلى 6 ساعات، مقابل قطعها 10 إلى 12 ساعة، وذلك مع تعرض البلاد لمنخفض جوي عميق، مصحوب ببرودة وأمطار غزيرة.
وقال مدير العلاقات العامة في شركة توزيع الكهرباء بغزة، محمد ثابت، لـ"العربي الجديد"، إنّ الخطوط الإسرائيلية المغذية لمدينة غزة دائمة التعطل في فصل الشتاء، نتيجة زيادة الأحمال من قبل المواطنين، وسوء الأحوال الجوية.
وأشار ثابت إلى أنّ هناك تعطلاً في خط القبة الموجود داخل الأراضي المحتلة عام 1948، والذي يزود مدينة غزة بـ 13 ميغاوات من التيار الكهربائي، منذ نحو أسبوع، في ظل عجز شركة الكهرباء الإسرائيلية عن إصلاحه بفعل الذرائع الأمنية التي يسوقها جيش الاحتلال.
ولفت ثابت إلى وجود اتصالات مستمرة مع شركة الكهرباء الإسرائيلية من أجل إصلاح الخطوط المتعطلة وإعادتها للخدمة مجدداً للعمل على تحسين جدول التوزيع الحالي، والذي يشهد إرباكاً كبيراً بفعل ارتفاع معدلات الاستهلاك اليومي، وعجز مصادر الطاقة الموجودة عن تغطيتها.
ويحتاج قطاع غزة إلى نحو 400 ميغاوات من الكهرباء، لا تتوفر منها سوى 212 ميغاواتاً، توفر إسرائيل منها 120 ميغاواتاً، ومصر 32 ميغاواتاً (خاصة بمدينة رفح المحاذية للأراضي المصرية)، ونحو 60 ميغاواتاً من شركة توليد الكهرباء في غزة، التي تتوقف بين فينة وأخرى عن العمل، بسبب نفاد الوقود.
وأوضح ثابت أنّ نسبة العجز الموجودة في الكهرباء تتجاوز 50%، وترتفع في أوقات الذروة في فصلي الصيف والشتاء، في ظل وجود ثلاثة مصادر هي الخطوط الإسرائيلية والخطوط المصرية، بالإضافة إلى محطة توليد الطاقة الوحيدة، وتوفر هذه المصادر جميعها نحو 200 ميغاوات في أحسن الأحوال.
ونبه إلى أنّ أزمة تعطل الخطوط الإسرائيلية والمصرية بشكل شبه دائم يؤدي إلى عدم وجود جدول توزيع محدد لساعات وصل وقطع الكهرباء عن القطاع، وإحداث إرباك شديد بفعل زيادة استهلاك المواطنين وعدم وجود بدائل لحل الأزمة.
ويشدد على أن كمية الكهرباء المتوافرة حالياً لا تكفي لوجود جدول توزيع ثابت للتيار الكهربائي في ظل استمرار تعطل الخطوط الإسرائيلية والمصرية بشكل شبه يومي واقتصار عمل محطة توليد الكهرباء على مولدين من أصل أربعة.
ويبين ثابت أنّ الشركة تعمل على تزويد الغزيين بكميات التيار الكهربائي التي تصلها بشكل مقلص من المصادر الثلاثة للطاقة المغذية للقطاع، نتيجة أزمة الطاقة التي يعاني منها القطاع وعجز المصادر الموجودة حالياً عن تغذية نسبة العجز.
وفرض الاحتلال الإسرائيلي، منذ عشرة أعوام، حصاراً مشدداً على قطاع غزة، وذلك عقب نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية، في يناير/كانون الثاني 2006، والتي فازت فيها حركة "حماس".
ويعاني سكان القطاع، منذ عشر سنوات، من أزمة انقطاع الكهرباء بشكل كبير، بدأت عقب قصف الاحتلال الإسرائيلي محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع منتصف عام 2006، بالإضافة إلى استهداف مخازن الوقود في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة صيف 2014.