بينما تتجه حركة مقاطعة إسرائيل عالميا إلى التوسع في شتى المجالات خاصة الأكاديمية والتجارية فهي تنحصر في قطاع غزة والضفة الغربية أمام البضائع الإسرائيلية التي تكاد تتكدس في المحلات التجارية، نتيجة معايير فرضتها بروتوكولات باريس الاقتصادية، وبينما تسجل الحركة انتصار جديد بعد إعلان سلسلة متاجر "ميركاتور" في سلوفينيا امتناعها عن بيع الفواكه الإسرائيلية مازالت ثقافة المواطن في مقاطعة المنتجات الإسرائيلية محدودة جدا.
معايير تعيق المقاطعة بغزة
الدكتور حيدر عيد الناشط في حركة مقاطعة إسرائيل الـBDS أكد أن المقاطعة الشعبية والجماهيرية للاحتلال الإسرائيلية في ازدياد حيث اشار تقرير صادر عن البنك الدولي الى أن استيراد البضائع الإسرائيلية في النصف الأول لعام 2014 انخفض بنسبة 25 %.
ولفت د.حيدر أن عدة معايير تتحكم في أشكال المقاطعة، مؤكدا أن الدعوة إلى المقاطعة تشكل مقاطعة كل ما له بديل عن المنتج الإسرائيلي اخذين بعين الاعتبار الحصار الخانق والمعابر الستة التي تتحكم فيها إسرائيل وإلزام الفلسطينيين ببرتوكولات باريس وهي الجانب الاقتصادي لاتفاقيات اوسلو.
وأشار عيد إلى انه خلال الحرب الإسرائيلية على غزة ارتفعت نسبة مقاطعة البضائع الإسرائيلية في الضفة الغربية من 75% إلى 80% بمعنى أن هناك وعي متزايد بأهمية المقاطعة، مشددا أن المقاطعة ليست فقط مقتصرة على البضائع الإسرائيلية من الناحية الاقتصادية، فهناك مقاطعة أكاديمية وفنية ودبلوماسية
"التقصير الرسمي"
على صعيد التنظيمات والسلطة الوطنية، أوضح عيد غياب الدور الرسمي والفصائلي في دعم حملات المقاطعة أن التنسيق الأمني كما يقول والذي يصفه بأنه ابرز أشكال التطبيع بأنه يتعارض مع معاير المقاطعة التي وضعتها اللجنة الوطنية للمقاطعة.
وأكد عيد انه لا توجد سفارة فلسطينية واحدة تعمل كمكتب لدعم حملات المقاطعة على صعيد العالم.
أما في غزة فإنتقد عيد عدم إدراك الحكومة التي تسيطر على غزة لأهمية المقاطعة حيث تسمح ببيع مشروبات "التبوزينا" التي تنتجها شركة إسرائيلية تدعم الوحدات الإسرائيلية التي ارتكبت مجازر الشجاعية.
انجازات منقوصة
على الرغم من الانجازات التي حققتها حملات المقاطعة عالميا أو محليا في التأثير في الاقتصاد الإسرائيلي ولم يكن آخرها سحب استثمارات شركة اورانج الفرنسية تبقى هذه الانجازات منقوصة.
القيادي في المبادرة الوطنية نبيل دياب، أكد أن هذه الحملات بالمراكمة أصبحت واحدة من أشكال المقاومة الشعبية التي دعت إليها المبادرة، وقال في هذا الصدد:"على الرغم من الانجازات التي حققتها إلا أنها تبقى منقوصة ما لم تجري في إطار خطة وطنية متكاملة ما بين القوى والفصائل التي تؤمن بهذا المنهج وما بين المؤسسات الشعبية والأهلية من جهة والمؤسسة الرسمية من جهة أخرى".
خطة وطنية لدعم المقاطعة
ودعا دياب إلى البناء على الانجازات التي حققتها المقاطعة من خلال وضع خطة وطنية شاملة تصل إلى أماكن انتشار الشباب لاسيما المدارس والجامعات، مؤكدا الحاجة الملحة لرفع مستوى الوعي والإدراك لأهمية مقاطعة إسرائيل.
وأكد دياب على أهمية تضافر الجهود على المستوي الإعلامي والشعبي والرسمي وأهمية أن تدخل المدارس والجماعات في حملات المقاطعة حتى يتمكن الشعب الفلسطيني بكل شرائحه من المشاركة في مقاومة الاحتلال ورفضه.
نقلا عن معا