شكاوى عديدة تعلو من مختلف المواطنين على اختلاف محافظاتهم، من "رداءة" نوعية الخبز المصنع في بعض المخابز، خاصة وأن طعم الخبز يختلف من منطقة إلى أخرى.
وأجمع المشتكون على أن السبب الكامن وراء اختلاف النوعيات المعروضة من الخبز، تنبع من سوء رقابة الجهات المختصة على المواد المستخدمة في عملية صناعة الخبز لضمان التزام هذه المخابز باالمعايير التي تضمن جودته.
سعاد وهي ربة منزل تقول :" في كل صباح عندما أستيقظ لأعداد وجبة الفطور لأطفالي ألاحظ أن الخبز في بعض الأحيان يتفتت في يدي، بحيث يصبح غير صالح للأكل، ولا استطيع استخدامه لتحضير "ساندويش" للمدرسة، وهذا يرتبط بالمخبز".
بينما تعود أسباب انقطاع محمد، وهو من إحدى قرى شمال مدينة رام الله، عن تناول الخبز إلى أسباب مختلفة فيقول:" أنا من وقت ما أمي بطلت تخبز الطابون في البيت، وأنا بطلت أحب آكل الخبز، وعند الاضطرار أشتري من مخابز معينة بحكم القرابة بالرغم من ردائتها".
وتقول حنان، من احدى قرى رام لله، إنها "لا تستطيع الاستغناء عن طابونها، خاصة وأنها تعلمت كيفية صنع الخبز من والدتها ولأن جودته أفضل من خبز الأفران، وتكلفته أقل بكثير من تكلفة الخبز العادي".
وعودة إلى أصحاب المخابز، يقول إياد شعبان، العضو في نقابة أصحاب المخابز:" إن السبب يرجع لعدة عوامل أهمها جودة ونوعية الطحين المستخدم، وخبرة الخباز".
وتبدو النقطة الأكثر أهمية وجدلاً، في أن سعر رغيف الخبز الواحد داخل "إسرائيل" يصل إلى شيقل، في حين أن ربطة الخبز لدينا تصل إلى أربعة شواقل، بالرغم من أن جودة الخبز أفضل بكثير.
ولم يغفل شعبان، عن السبب الأكثر تفشياً والذي يجعل من الخبز ليس فقط رديئ الطعم، بل مضراً بالصحة أيضاً، "إن بعض المخابز تستخدم المحسنات وبعض المواد المضرة بالصحة عند تحضيرها للخبز، ما يضر بجودته".
ويشير شعبان إلى أن المعادلة تبدو أسهل مما يعتقد المستهلكون، فالخبز لا يحتاج سوى إلى طحين جيد وخميرة وسكر وملح فقط، ليكون للخبز جودة وطعم يجعل من المستهلك اليومي يشعر بالرضى.
من جهة أخرى، أشار شعبان إلى أن الطقس يلعب دورا مهما في تحديد نوعية الخبز، فمثلا اذا كان الطقس شرقيا مثل أريحا يضطر أصحاب المخابز إلى إستخدام ثلج ما قد يضر بنوعية الطحين".
وأكد شعبان على أن الحل يكمن في تشديد الرقابة أكثر على المخابز لضمان التزامهم بالمعايير المطلوبة، فبعض المخابز تستخدم طحينا رخيصا كالطحين التركي.
وفي ذات السياق، تطرق شعبان إلى أن غلاء أسعار الطحين، وعدم الربح في بعض الأحيان يدفع التجار إلى اللجوء للطحين الرخيص بهدف زيادة أرباح أصحاب المخابز.
نقلا عن "الحدث"