يستمر مسلسل سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وعادة ما يضع الاحتلال حججا وذرائع أمنية واهية من أجل سرقة تلك الأراضي لا سيما الزراعية منها وضمها لصالح المستوطنات.
وهذه المرة، وضعت قوات الاحتلال الإسرائيلي يدها على نحو 350 دونما (الدونم ألف متر) من أراضي أهالي بلدة "يعبد"، جنوب مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية المحتلة، لتحرم بذلك عشرات الفلاحين الفلسطينيين من الوصول إليها والاستفادة من محاصيل الزيتون المزروعة فيها، ليصعّب الاحتلال بذلك حياة أولئك الفلاحين ويضيّق الخناق عليهم.
وقال رئيس بلدية يعبد، جنوب غرب جنين، سامر أبو بكر، لـ"العربي الجديد"، إن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي شرعت اليوم بعمل سياج حول تلك الأراضي الزراعية وعلى طول 900 متر وبعمق 100 متر"، مشيرا إلى أن تلك الأراضي "تمت مصادرتها في السادس من الشهر الجاري لأغراض عسكرية تحت بند حماية المستوطنين والتوسع الاستيطاني، وبالتالي تم حرمان الفلاحين الذين يعتمدون في حياتهم المعيشية على تلك الأراضي من دخولها بعد إعلانها منطقة عسكرية مغلقة".
وأضاف أن "عدداً من العائلات التي تعيش في البلدة تعتمد بشكل كلي على العمل في تلك الأراضي التي تمت مصادرتها والواقعة في المنطقة الجنوبية من البلدة، وأن بسط الاحتلال سيطرته عليها سيضيّق الحياة على أصحابها ويصعّبها، وبالتالي ستصبح تلك العائلات بدون مصدر رزق يذكر"
وتقع تلك الأراضي المصادرة، بحسب رئيس بلدية يعبد، "بالقرب من مستوطنة "مابودوثان" والمقامة بالأساس على أراضي أهالي البلدة، وهو ما يجعلها محط أنظار للاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين الذين يحاولون بشتى الطرق السيطرة على تلك الأراضي الحيوية والمهمة كونها زراعية ووفيرة المحصول حتى أصدر الاحتلال الإسرائيلي مطلع العام الجديد أمرا بمصادرتها وإعلانها منطقة عسكرية مغلقة ويمنع على أصحابها الدخول إليها".
وأشار أبو بكر إلى أن "سلطات الاحتلال كانت تفرض في وقت سابق قيودا على الفلاحين أصحاب الأراضي عند دخولهم إليها للاعتناء بها أو جني محاصيل الزيتون، كالحصول على إذن مسبق من ما يسمى بتنظيم الإدراة المدنية من أجل السماح لهم بالدخول".
ويتضرر أيضاً من قرار المصادرة أصحاب منشآت صناعة الفحم النباتي، إذ يملك عدد من الأهالي عدة منشآت هناك وسيمنعهم الاحتلال الإسرائيلي من الوصول إليها.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد وضعت يدها على عشرات الدونمات أيضا عند البوابة الغربية امتدادا إلى منطقة مفترق برطعة وصولاً إلى المنطقة الجنوبية للبلدة، وهذا يعني سيطرة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على 90% من أراضي الأهالي القريبة من الشارع الاستيطاني الذي يمر من هناك.
ويعيش في بلدة يعبد 22 ألف نسمة، يعتمد معظمهم على الزراعة، ويتعرضون في كثير من الأحيان إلى هجمات المستوطنين وعمليات مصادرة الأراضي والسيطرة والاستيلاء على منازلهم لأغراض عسكرية من قبل جنود الاحتلال.
وما زالت سلطات الاحتلال تغلق منذ خمس سنوات البوابة الغربية الحيوية للبلدة والتي تعتبر نقطة وصول الفلاحين إلى أراضيهم الزراعية وكذلك مدينة طولكرم إضافة إلى طلبة الخرب والقرى المحيطة باتجاه مدارس البلدة.
نقلا عن العربي الجديد