الاقتصادي- تزداد معاناة الأسر في قطاع غزة في إعداد وجبات الطعام مع تعليق سلطات الاحتلال إدخال المساعدات للقطاع اعتباراً من بداية آذار/ مارس الماضي.
وتتحدث التقارير الرسمية عن شح السلع في أسواق غزة وإن توفرت تكون بأسعار عالية، ما يجعل اعتماد الأهالي بالدرجة الأولى على المعلبات أو "التكيات" لتوفير وجبات الطعام. ومع ذلك يحاولون التحايل عليها وإعداد وجبات أخرى بأبسط المقومات.
أعدت شيرين حامد من مدينة غزة البيتزا والمفتول بالإمكانيات المتوفرة وبعيداً عن الطرق التقليدية في صناعتها، للتحايل على الأكل اليومي للمعلبات.
قالت شيرين لـ "الاقتصادي": نعتمد حالياً على المعلبات لا سيما الفاصوليا والبازيلاء التي تم استلامها ما قبل الإغلاق الأخير في آذار الماضي. في ظل شح السلع الغذائية في الأسواق، وكميات محدودة من الخضروات تباع بأسعار عالية.
يدفع التكرار اليومي لأكل المعلبات، إلى الاجتهاد وتغيير نكهة الطعام حتى لو بإمكانيات متواضعة، كالاعتماد على الصلصة عوضاً عن البندورة وعلى بودرة البصل بدلاً من حباتها وغيرها من المواد المتوفرة لإعداد البيتزا.
وأضافت شيرين: هي لا تشبه البيتزا ولكن الأمر ربما يكون بهدف التحايل أو كسر الحاجز النفسي بتكرار أكل المعلبات، بأن يتم إعداد وجبات طعام مغايرة. مشيرةً إلى استخدام بودرتي الثومة والبصل في إعداد الطعام وتغيير النكهة، مثل تجهيز المفتول من البرغل وبودرة البصل، خاصةً وأنه يحتاج إلى كميات كبيرة من حباتها.
وتراجعت أصناف من المأكولات أو تحولت إلى وجبات رئيسية بسبب شح المواد الغذائية وارتفاع أسعار الخضروات المتوفرة، حيث أصبحت "مناقيش الزعتر" وجبة رئيسية في غزة عوضاً عن أكل المعلبات بشكل يومي.
فيما أشار مواطن آخر من القطاع إلى اعتماد النازحين على البقوليات (إن توفرت) والمعلبات و"التكيات" والأكل غير الصحي مع اشتداد الحصار الإسرائيلي منذ بداية مارس الماضي. لافتاً إلى اضطرار البعض لطحن المعكرونة وتحويلها إلى دقيق للتحايل على شحه في الأسواق.
وقد يكون هذا التحايل ليس على التكرار فقط، وإنما لسد حاجة الجوع عبر إعداد وجبات طعام من مكونات غير مألوفة، كأوراق التوت.
في السياق، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن الحصار الخانق الذي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ نحو 7 أسابيع، هو الأشد منذ بدء العدوان في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وذكرت أنه نتيجة للحصار، فإن الإمدادات الإنسانية الحيوية في غزة، بما في ذلك الغذاء والوقود والمساعدات الطبية واللقاحات للأطفال، تنفد بسرعة.