كشف السفير الياباني لدى فلسطين "تاكيشي اوكوبو" أن اليابان قدمت للفلسطينيين دعما بقيمة 1.6 بليون دولار منذ توقيع اتفاقية اوسلو وحتى اليوم.
جاء ذلك في لقاء روى فيه تجربته الخاصة في فلسطين، خلال حديثه عن تاريخ العلاقات اليابانية الفلسطينية، وخاصة الصناعية التي بدأت منذ العام 1953.
وأوضح اوكوبو أن اليابان تقدم الدعم والمساعدات في شتى المجالات والقطاعات، موضحا أنه خلال اخر 3 سنوات قُدر متوسط الدعم السنوي بـ 100 مليون دولار للشعب الفلسطيني، موضحا أن الدعم الياباني يركز على القطاع الاقتصادي الخاص، لإيمان اليابان بأهمية ذلك بعد نيل الاستقلال، وكان آخر هذا الدعم لمشروع المنطقة الزراعية الصناعية في مدينة أريحا.
وعقّب: "الشعب الفلسطيني لديه الامكانيات للنهوض والاستفادة من التجربة اليابانية بعد الحرب العالمية الثانية، حتى يحقق طموحاته الوطنية بقيام دولته المستقلة".
وتمتاز العلاقات الفلسطينية اليابانية على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية بالعمق والمتانة، وفي إطار موقفها المؤيد لحقوق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة على اراضي 67، وزادت اليابان من دعمها للشعب الفلسطيني، في ظل مزيد من التأييد السياسي للفلسطينيين في المفاوضات.
على صعيد الطب والتعليم
وعلى الرغم من تعرض اليابان لازمة مالية عصفت بها بعد أن ضرب زلزال "تسونامي" البلاد في 11 آذار 2011، إلا أنها تعهدت بالمحافظة على حجم مساعداتها للشعب الفلسطيني، مع العمل على زيادتها؛ وذلك لإيمانها بأهمية إنشاء وإقامة الدولة الفلسطينية.
وأكد السفير أن اليابان تفتح أبوابها لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية، للاستفادة من الخبرة والتجربة اليابانية في التعليم والتعلم، من خلال مؤسسات التعاون الدولي اليابانية.
وأضاف لـ معا أن اليابان تساهم في دعم القطاع الطبي الفلسطيني، من خلال امداده بالأجهزة الطبية الحديثة، والمساهمة في بناء المستشفيات والعيادات، من منطلق أهمية العمل الانساني.
على صعيد الإعلام
وقال أوكوبو إن اليابان تنظم بشكل دوري برنامجاً خاصاً للصحفيين المحليين، تطلعهم فيه على التجربة اليابانية، وتثريهم بمعلومات على حياة وعادات وتقاليد اليابان، حتى ينقلوا الصورة الحقيقية عن اليابانيين لكل شعوب العالم، مؤكداً على وجود نوايا لدراسة امكانية تنفيذ برامج تعاون اعلامي.
تجربة السفير الياباني اوكوبو في فلسطين
وعينت اليابان سفيرها لدى فلسطين أول مرة بفترة الانتفاضة الثانية خلال 2000- 2003 وتحديداً في قطاع غزة، ليعود من جديد في شهر مايو من العام الحالي، لشغل منصب ممثل اليابان في فلسطين بمكتب الممثلية في رام الله.
وعقّب هنا أوكوبو: "أنا محظوظ، لأني تمكنت من ممارسة حق العودة حين عُدت سفيرا لبلدي في فلسطين".
وعن تجربته في قطاع غزة، قال السفير: " قضيت اصعب ايامي في الانتفاضة الثانية، عندما كنت ممثلاً لبلدي اليابان في قطاع غزة خلال الفترة 2000- 2003، حينما كان قطاع غزة وفلسطين عموما بحاجة لمساعدات انسانية.
رسالة السفير الياباني
ووجه السفير رسالة إلى الفلسطينيين، نقل فيها تحيات الشعب الياباني لهم، مؤكداً مواصلة تقديم الدعم لفلسطين، ومركزاً على اعطاء القطاع الخاص الاقتصادي الاولوية.
وأكد اوكوبو على احترام اليابان للقرارات الصادرة عن الامم المتحدة، مبينا أن هناك الكثير من القرارات المتعلقة بتطبيق السلام في الشرق الاوسط.
وقال: "القضية الفلسطينية اساسية لاقامة السلام في المنطقة، ومن هذا المنطلق لعبت اليابان دوراً مهماً في المجال السياسي من خلال تعيين المبعوث الخاص الياباني في فلسطين بعد الانتفاضة الثانية".
وأشار السفير الياباني إلى أن بلاده مصممة على لعب دور فاعل في السياسة الخارجية، وخاصة قضايا الشرق الاوسط بما فيها القضية الفلسطينية.
يذكر أنه في العام المقبل 2016، ستترأس اليابان مجموعة الدول المتقدمة السبع "J7" في اليابان، ومن المتوقع أن تصبح في ذات العام عضواً غير دائم في مجلس الامن.
ويشار إلى أن اليابان تؤمن بقيام دولة فلسطينية على حدود عام 67، وتعارض المستوطنات الإسرائيلية وتندد بها وترى أنها مخالفة للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة، وتعتبر قضية اللاجئين عنصراً هاماً من قضايا الوضع النهائي.
نقلا عن معا