الاقتصادي- وكالات- ارتفعت أسعار القهوة في الأسواق العالمية إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، مما أثار قلق المستهلكين والشركات على حد سواء بشأن تأثير هذه الزيادات على الأسعار النهائية في المستقبل القريب.
وتجاوزت أسعار حبوب أرابيكا، التي تشكل النسبة الأكبر من الإنتاج العالمي للقهوة، 3.44 دولارات للرطل أمس الثلاثاء، وهو ارتفاع كبير بنسبة 80% خلال هذا العام وحده.
أما حبوب روبوستا التي تُستخدم عادة في الخلطات والقهوة الفورية فقد سجلت أيضا مستويات قياسية جديدة خلال سبتمبر/أيلول الماضي.
عوامل الارتفاع
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن، فإن السبب الرئيسي لهذا الارتفاع يعود إلى الأوضاع المناخية الصعبة التي واجهتها البرازيل، (أكبر منتج لأرابيكا في العالم) إذ شهدت البلاد أسوأ موجة جفاف منذ 70 عامًا خلال شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول، تبعتها أمطار غزيرة في أكتوبر/تشرين الأول أثارت مخاوف بشأن فشل المحاصيل المزهرة.
وأما فيتنام، المنتج الأكبر لروبوستا، فقد تأثرت كذلك بمزيج من الجفاف الشديد والأمطار الغزيرة، أدى إلى تراجع الإنتاج.
وبجانب تحديات الإنتاج، هناك ضغط متزايد من الطلب العالمي على القهوة التي تُعد ثاني أكثر السلع تداولًا عالميا بعد النفط الخام. وقد شهدت -وفقا لبي بي سي- زيادة كبيرة في الاستهلاك، خاصة في الأسواق الجديدة مثل الصين حيث تضاعف استهلاك القهوة أكثر من مرتين خلال العقد الماضي.
واقع معقد
وتجد الشركات الكبرى في هذا القطاع نفسها أمام واقع معقد. فوفقًا لتصريحات فين نجوين الرئيس التنفيذي لشركة "توان لوك"، في حديثه مع بي بي سي، فإن العلامات التجارية الرائدة مثل نستله و"جيه دي إي بيت"، التي تحملت سابقًا تكاليف ارتفاع الأسعار حفاظًا على استقرار السوق، قد تضطر الآن إلى تمرير هذه التكاليف إلى المستهلكين.
وفي اجتماع للمستثمرين، أقر ديفيد ريني، رئيس قطاع القهوة في نستله، بأن القطاع يواجه "أوقاتًا صعبة"، مشيرًا إلى أن شركته ستُجري تغييرات تشمل تعديل الأسعار وتقليل أحجام العبوات للتعامل مع الزيادات المستمرة في تكاليف الإنتاج، وفق بي بي سي.
ومن المتوقع أن يستمر الاتجاه التصاعدي لأسعار القهوة في ظل استمرار الطلب المرتفع وانخفاض المخزونات العالمية.
ووفقًا للخبيرة فرناندا أوكادا من ستاندارد آند بورز، فإن التوقعات تشير إلى استمرار ارتفاع الأسعار على نحو قد يجعل كوب القهوة الصباحي رفاهية مكلفة للعديد من المستهلكين.
